ايمن السبع
مؤسس المنتدى
الجنس : عدد المشاركات : 21411 العمر : 49 اعلام البلاد : تاريخ التسجيل : 21/02/2008
| موضوع: قصة قصيرة...ما وراء الرغبة الثلاثاء أغسطس 17, 2010 6:24 pm | |
| ما وراء الرغبة
هذه قصتي : رأيت في المنام كأنه أعطاني وردة تحتضنها ورقتان ، فقطفتهما ، ولما وضعتها على شفتي أسكرني وهيجها فأغمي علي وسقطت وأنا أردد :" أحبك ! ، أحبك ! ، أحبك ! ؛ فاستيقظت مذعورة ، مرعوبة " كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل، إنه أثقل وقت في مرور الزمن ، استويت قاعدة ، وضعت رأسي بين يدي ومرفقي على ركبتي .. ما هذه الرؤيا التي رأيت ؟ ا لم يبق إلا هذا !!! لا ! ، لأن أسوأ ما في الخلق أنا ، أنانية ، لعوب ، كائدة ، ماكرة ! ، ما أ فظعني !! ، لا، لا.. ! تناولت قرصاُ وعدت إلى النوم أحاول أن أرخي أعصابي لتطلق عنان النفس الجوالة لعلها تغير مواقع الأمور و تعود إلى الرشد لتصنع حدثاَ آخر بعيداَ عن هذا ، أحاول أن أجد تفسيراَ لهذا الحلم الذي تباغتني صوره من حين إلى حين ، و هكذا حتى وجدت نفسي أنزع ثيابي و كأنني في سباق مع الزمن و هو يساعدني ، ما مزقته أكثر مما خلعته ، كان يلتهمني و أنا مستسلمة ، بل أمارس معه جنون العشق و الغرام بطريقة و حشية يدفعني إليها شيئا ما ، لم أعهدها مع كل من مارست معهم جنون المجون ، ولما شددت على عنقه و شدني ، صرخت و فزعت فوجدت نفسي في فراشي و عيناي تكاد تتفجر بالبكاء .. لا ، لا ، لأول مرة خجلت من نفسي ، كرهت نفسي ، كيف و صل بي الأمر إلى هذه الدرجة ؟ ! لا شك أنها مجرد عقدة نفسية كانت راسية فطفت ، إنها الرغبات المطمورة منذ الطفولة ، لعلها كذلك عندما كنا نلعب معاَ يمثل هو دور الزوج و أمثل دور الزوجة ، كيف أفعل الآن و قد استفحل الداء و هانت نفسي في يدي أمام الجميع ؟. إني أجد نفسي الآن أكثر انقياداَ بهذا الفعل الشنيع و إني متأكدة أنه لن يهدأ لي بال حتى أحقق هذه الرغبة التي اندفعت مرة واحدة .. هذا طبعي ، أنا أعرف الناس بنفسي ، أنا الفظاعة ، أنا البشاعة ، أنا . أنا ..ضعيفة أنا ، لا أستطيع أن أقاوم ، يا ليتني أموت قبل هذا .. أو يموت هو ، يموت كل الرجال ، و تموت كل النساء ، و ينتهي جنون الجنس. امتنعت من الخروج في ذلك اليوم ، ولزمت غرفتي ، أتعذب بين حلاوة اللذة و بشاعة الصنيع ، أصبحت أخاف من نفسي ، و مر ذلك اليوم علي في دوامة الصراع الذي نشب بين نزواتي المفرطة و ناموس الطبيعة و قانون البشر ، أتساءل ، لماذا أحرم نفسي من رغبة و متعة تمنحني سعادة لحظات معدودة ، و ما فائدة السنن في كبح ما أجد من دوافع اللذة لدحض الألم ، هذه الطابوهات التي همشت أكبر المشاعر الحقيقية و وقفت حاجزاَ أمام الدوافع الطبيعية و الإمتدادية في كل شئ .. آه ، لا ، لا ، هذا هو ما يسمى بالشذوذ و إذا لم يتقيد الإنسان بالضوابط و يهذب المطالب فإنه يتحول إلى حيوان يدمر كل الأشياء الجميلة .. لماذا هو بالذات ! ؟ ألا يكفي ما أنا فيه و كما قالت نسوان زمان " أنخرج كراعي انجيب راعي " لا ، لا ، لن أفعلها أبداَ ...و لكن كانت تلك اللحظات في النوم ، ممتعة للغاية أين تحول الرفض إلى رغبة كاسحة ، فكيف لو كان في الواقع ، لأول مرة أصل إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه الرغبة ، كانت تلك اللحظات اشتعالاَ جميلاَ حلواَ ، لذيذاَ يذوب فيه القلق و يتراجع الخوف و يطيب الحلم و يسافر في حضنه الدافئ الإحتراق الجميل ، لحظات و يا لها من لحظات أحسست بلهيب بارد يغزو جسدي ، واكتساني استنفار أجج في ذاتي حب المغامرة ، يدفعني بكل قوة إلى الإمتثال الأعمى دون تفكير في أية عاقبة لم أقدر على مقاومة هذا الهاجس ، لقد فقدت الإدارة منذ ادمنت على ممارسة الدعارة و تناول الأقراص ، بقدر ما أعطتني قوة بقدر ما استضعفتني ، تناولت قرصاَ آخر ، و قمت لأغير ملابسي ، و لما فتحت الدولاب أحسست أنه اكتساني ، سكن مجاري الدم ، و زادت وتيرة دقات قلبي فأعتراني ذلك الإستسلام من جديد ، يختار لي ما أضع على هذا الجسد المشتعل ، يلبسني و يخلع عني حتى أدرك غايته ، ابتعد قليلاَ نظر إلي ، تقدم ، فتح عن صدري ، عاد إلى الوراء ، كانت ملابسي كلها وردية شفافة ، انعكس لونها على بياض بشرتي فأصبحت كأني جمرة موقدة لا تزيدها السوائل إلا إلتهاباَ و اتقاداَ .. ابتعد ثانية و هو يبتسم ، يضحك ، يقهقه حتى ملأت قهقهته الدنيا ، اختفى و اختفى كل شئ معه ، و في نفسي لا يزال يتردد صداها ، أخذت سفطي و خرجت أبحث عنه ؛ كعادتي ، لم أنج من المعاكسات ، و لكنني في هذه المرة لم أبال و لم يعد يهمني إلا العثور عليه ، جبت كل شوارع المدينة و منعطفات الحدائق و مخابئ الجسور و زوايا المقاهي و لكن دون جدوى بدأت الشمس تميل بسرعة إلى الغروب و ارهقني المشي و الجري وراء سراب طيفه في كل متشرد ، ولم ترحم عزيمتي في بدني تعبه و إرهاقه ، إنها العبودية الجميلة التي ترضي النفس من أجلها بكل شئ و تتحدى ، يجب أن أدرك اليوم أمنية حواء ، الأمنية التي عجزت عن إدراكها أعظم أنوثة في الخلق و الطبع ، أضاهي بها أعظم فحولة ، يجب أن أصل إلى ما وراء الحلم الذي يضاهي الحقيقة و أكتشف بنفسي سر الممنوع ، إلى ما وراء الحب ، الحب الذي لا يثنيه عن بلوغ المرام أي شئ ، أحقق بها التوازن في مقولة أن المرأة في ملائكيتها شيطان و في شيطانيتها ملاك .. هكذا عقدت العزم .. عدت إلى بيتي ، استلقيت على سريري ، أحسست بالوحدة و الوحشة و برغبة كاسحة في البكاء ، اضناني التناقض ، عانقت الوسادة ، وقد كساني شعري الزئبقي ، يلاطف خذي و عنقي ، كأنه يواسني ، و في لحظة ما عم السكون و كأن كل شئ في الغرفة توقف لينصت ، ليترقب معي.. و قع خطوات تقترب من الباب ، نعم إنها تقترب ، تقترب ، نهضت أنظر من بؤرة القفل ، آه ، ! إنه شيخ يسترجع أنفاسه ، تمنيت لو كان شاباَ أو كهلاَ لفتحت له ، فعدت مهزومة ، عرجت على المطبخ ، كان في حالة فوضى فزاد ذلك في فقدان شهيتي ، تناولت سجارة ، ثم أخرى ، أحاول أن أنسى ، أعددت قدحاَ من القهوة و ضعت فيه قطعة سكر ، ذابت كما ذبت أنا ، هكذا تصور لي حالي ، ذابت في ظلام أسود ، لا أحس إلا بلذتها ، لا بد من تناول قرص آخر ، دقائق من بعد انتعشت في جسدي أشياء غريبة و أحسست بخفة في رأسي و جسدي كالريشة أصبحت ، أطلقت العنان لكل شئ كان مقيداَ ، أنا الآن حرة ، ليس لي من ذاتي شئ ، رن الجرس رد صداه جسدي فتحت إنه هو ، أخذ ينظر إلي أكاد أكون عارية أمسكت بيده فوجدته مطواعاَ ليناَ قدته إلى المطبخ ناولته قرصين ، ايتلعهما أعطيته فنجان قهوة دافئ ، فيه حبة سكر, لا أظن أنه استلذها ، سكبه في جرعة واحدة ، بدأت عيناه تتراقصان ، تبرقان ، تلمعان ، نزعت ما بقى من ملابسي ، تبعني إلى السرير ، هكذا تعقل و جننت أنا ، جردته من ملابسه بدا لي متردداَ ، فاضت عيناه أسكب دمعتين مسحتهما ، كانتا حارتين ، جذبته بكل قوة و التحم جسدانا و تعطلت على و ثاري اللغات و القيم و القوانين ، إنه أخي ابن أمي و أبي ، ذلك المجنون الذي كان يقضي ليله تحت الجسور ، لا يقيده عرف و لا تربطه ملة ، إنه حقي الكامل من هذه الحياة ، لا أحب أن يشاركني فيه أحد ، لازلت أتذكر يوم ضربته على رأسه ، كان صغيراَ وكنت أكرهه ، و فجأة توقف لعله سمعني ، توقف وتوقف معه كل شئ ، حاولت أن أشده ، أجذبه بكل قوة ، دفعني ، مسكت به فدفعني أخرى و عاد فمسك بأصابعه على عتقي ، تركته يفعل احتضنته بذراعي ، أحسست بشئ كالضباب يغشي رأسي و أسدل ستاراَ على عيوني ..أفقت ، لم يكن هنا ، لبس ثيابه. ترك باب الغرفة مفتوحاَ و خرج ، أظنه تعقل ، يا للخزي ! ، يا للعار ! ، يا للفظاعة ! ماذا فعلت ؟ اختفى الجنون و طفح الندم يمزق ما تبقى من العتاب .. أغلقت الباب ، و حضرت كأساَ من السم ..
امضاء... رباب
و لما انتهى التحقيق ظهر أن أخ الضحية لم يغادر مستشفى الأمراض العقلية منذ أكثر من سنة.
مختار سعيدي | |
|
حسام ابو ا سبع جديد
الجنس : عدد المشاركات : 5 العمر : 42 تاريخ التسجيل : 13/05/2010
| موضوع: رد: قصة قصيرة...ما وراء الرغبة الجمعة أغسطس 27, 2010 6:20 pm | |
| | |
|