ايمن السبع
مؤسس المنتدى
الجنس : عدد المشاركات : 21411 العمر : 49 اعلام البلاد : تاريخ التسجيل : 21/02/2008
| موضوع: بعد التعددية الحزبية... كيف سيواجه التونسي التعددية الإعلامية..؟ الجمعة مايو 13, 2011 1:09 pm | |
| بعد التعددية الحزبية... كيف سيواجه التونسي التعددية الإعلامية..؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يعتبر الإعلام من أهم وأقوى الأدوات المتوفرة لإيصال الكلمة والفكر إلى الجماهير أصحاب الشأن. وهو أداة ناجعة لتحريك تلك الجماهير وترسيخ المفاهيم والمبادئ في أذهانها. ومن هذا المنطلق أصبح الاهتمام بوسائل الإعلام ومضمونها أمرا بالغ الأهمية، نلاحظه خاصة لدى الأحزاب التونسية الجديدة والقديمة، ولكن الخلاف الأساسي ينشأ حول السياسة الإعلامية والهدف النهائي من العملية الإعلامية، فالاختلاف الرئيسي يتجلى في مضمون كل منها وفي الطبيعة الايديولوجية التي تحملها هذه الوسائل الإعلامية خاصة وأنها مرتبطة مع جهات سياسية معينة. وتقوم الكثير من الأحزاب والتيارات السياسية في تونس حاليا بالإعداد لإطلاق مؤسساتها الإعلامية الخاصة، وخاصة تلك التي لديها إمكانات مادية هائلة، وذلك بهدف إيجاد العديد من السبل والطرق للاتصال مباشرة مع المواطن، في سبيل كسب رأيه وتأييده إلى جانبها، هذا إلى جانب كونها تتواصل من خلالها مع أعضائها ومناصريها. أما نوعية تلك الوسائل فيحدد ويتحدد من خلال الضوابط والقواعد التي تحكم الحزب. ومن بين الأحزاب السياسية التونسية نذكر حركة النهضة التي تعد العدة لإطلاق إذاعة خاصة على شبكة الانترنات وجريدة جديدة تحمل اسم "الساعة" هذا إلى جانب جريدة "الفجر" وكذلك وجود بعض الأخبار الرائجة عن إمكانية بعث قناة تلفزية قد تبث من لبنان, أيضا حزب العمال الشيوعي سيصدر جريدة خاصة به قريبا, ونفس الشيء بالنسبة لحركة الإصلاح والعدالة الاجتماعية التي تستعد بدورها لبعث قناة تلفزية وجريدة ورقية خاصة بها, دون أن ننسى الأحزاب القديمة والتي تمتلك وسائلها الإعلامية الخاصة على غرار حركة التجديد وجريدتها "الطريق الجديد" والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وجريدته "مواطنون" وكذلك الحزب الديمقراطي التقدمي وجريدته "الموقف".... ويجدر قبل الدخول في المرحلة الجديدة أن يتفق الجميع, في ظل ما تمر به الساحة الإعلامية من وضع لا تحسد عليه، فالإعلام التونسي يعاني من بعض الشوائب التي بحاجة إلى الوقوف عندها للاتفاق على آليات معينة تضمن عودة الإعلام قويا وطنيا من الطراز الأول, على أن الإعلام الحزبي بدوره يجب أن يكون وطنيا يخدم مصلحة المواطن والجمهور. فالإعلام الحزبي ليس معيبا, ولكن لا يجب أن يقتصر على الشتم فقط, فتكون مهمته الرئيسية هي إظهار المساوئ الموجودة في الدولة والتي قد ترتكبها السلطة, ولم لا تنتقد تلك الوسائل أيضا أحزابها لكي لا تقع من جديد في أخطائها؟ ولكن يكمن الخوف من الوسائل الإعلامية الحزبية في كون المشاهد التونسي لم يتعود بعد على التعددية السياسية والإعلامية و لا يمكنه قراءة ما بين السطور منذ البداية, وقد لا يتمكن من التفريق بين الدعاية والحقيقة, وبين أسلحة الحرب السياسية والمصلحة الوطنية وتكون ردة فعله قوية, ويسقط في الفخ الذي تبحث عنه العديد من الأحزاب وبذلك تعود الدولة إلى نقطة البداية, وتفقد ثقة المواطن فيها, وهو أصعب ما قد يحدث في تونس التي ستبنى من جديد. فقبل أن يجد التونسي نفسه فجأة أمام كم هائل من المعلومات تبثها وسائل إعلامية متعددة, يجب تهيئته لتقبل ذلك بطريقة يكون من خلالها قادرا على تنقية المعلومة المفيدة والصحيحة كتنقية الصوف من القش... | |
|