ايمن السبع
مؤسس المنتدى
الجنس : عدد المشاركات : 21411 العمر : 49 اعلام البلاد : تاريخ التسجيل : 21/02/2008
| موضوع: مرسيليا يُقصي الإنتر بالضربة القاضية الخميس مارس 15, 2012 7:04 am | |
| مرسيليا يُقصي الإنتر بالضربة القاضية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تأهل مرسيليا الفرنسي إلى الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا رغم هزيمته اليوم الأربعاء في لقاء الإياب أمام إنتر ميلان الإيطالي بنتيجة (2-1) على ملعب جيوسيبي مياتزا، واستفاد الفرنسيون من نتيجة ذهاب الفيلودروم التي انتهت بـ(1-0) ليحسموا مجموع الواجهتين لفائدتهم. لم تبلغ المباراة مستوى فنياً عاليا وتميزت بواقعية فرنسيةً واضحة وتعامل ذكي مع مجريات اللقاء من أبناء المدرب ديديه ديشان، في حين دفع الإنتر ضريبة هفوة دفاعية واضحة من البرازيلي لوسيو حكمت عليه بمغادرة المسابقة بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها.
جدار ماندندا العازل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
استهلت القمة الإيطالية الفرنسية بعيداً عن أساليب جس النبض العقيمة، فالنوايا كانت واضحة من الجانبين وانقسمت بين رغبة الإنتر في تسجيل هدف مبكر يحرر أرجل لاعبيه من ناحية وسعي مرسيليا لتوخي خطة دفاعية محكمة تخوّل له الحفاظ على مكسب هدف لقاء الذهاب مع محاولة مفاجأة أبناء رانييري في عقر دارهم، بهدف يفتح أبواب التأهل على مصراعيها. لم يستغرق إنتر وقتاً كثيراً في تهديد خصمه بأولى المحاولات الجدية. ففي الدقيقة 8 تسلل الجناح الأيمن الأرجنتيني خافيير زانيتي بذكاء وهيأ كرة خلفية دقيقة استقرت بين أرجل صانع الألعاب الهولندي ويسلي شنايدر، الذي أخفق في استغلال موقعه المناسب ورغم تسديده كرة قوية تمكن "الجدار العازل" حارس مارسيليا الدولي ستيف ماندندا من تبديد الحلم الإيطالي بعد أن أبدع في التصدي. حفّزت هذه الفرصة المهدورة هجوم الإنتر أكثر فأكثر ودفعته للبحث بمختلف الطرق عن هدف الافتتاح، ومع مطلع الدقيقة 11 أطلق الهولندي سنايدر عرضية متقنة في نسخة كربونية للفرصة الأولى الضائعة، تلقاها المهاجم الأرجنتيني برعونة بعد تسديده لكرة قريبة جدا بالصدر تألق السد الفرنسي المنيع ماندندا في رد الكرة للمرة الثانية والإبقاء على حظوظ فريقه في اللقاء. من جانبه لم يبق سفير الكرة الفرنسية مكتوف الأيدي حيث حاول الإعلان عن وجوده الفعلي والرد على تهديدي الإنتر الافتتاحيين، وفي الدقيقة 18 وإثر كرة عرضية متقنة أرسلها ماتيو فالبوينا تلقاها لويك ريمي برأسية مباغتة جاورت القائم الأيمن بقليل وكادت تغالط الحارس جوليو سيزار في غفلة من محور الدفاع اللومباردي المكون من الثنائي اللاتيني، الأرجنتيني والتر صامويل و البرازيلي لوسيو فيريرا.
هذه الإنطلاقة الجارفة للمباراة إثر ربع ساعة جنونية من اللعب، أعطت انطباعاً مبدئياً فحواه أن المتابعين على موعد مع قمة هجومية مثيرة، ولكن ماتبقي من أحداث الشوط الأول ضربت كل التوقعات عرض الحائط حيث شهد آداء الفريقين جموداً واضحاً انعكس على واقع اللقاء. من جهة أخرى، أكد هذا الشوط على قيمة الصراع التكتيكي في حوار الفنيين بين الخبير كلاوديو رانييري والمحنك ديدييه ديشان، الحوار الذي كان صداه واضحاً في تحركات اللاعبين وتمركزهم لاسيما شراسة الحوارات الثنائية بين ركائز الفريقين وخاصة تلك المتعلقة منها بحسم مسألة الهيمنة على منطقة وسط الملعب.
"قاضية" برانداو وتبخر الحلم الإيطالي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كان النصف الثاني من الحوار ورغم بدايته البطيئة ينذر بارتفاع مستوى اللعب وخاصة تزايد الضغط على الـ"نيراتزوري" الذي أصبح يخوض صراعاً مزدوجاً قطباه المنافس من جهة والوقت من جهة أخرى، وكان لزاماً عليه تجاوز كابوس هدف الذهاب. ولكن المفاجأة في الشوط الثاني كانت بعنوان المدرب رانييري الذي قام بإجراء تغييران مفاجئان في الدقيقة 58، بخروج كل من وسيلي سنايدر ودييغو فورلان وتعويضهما بالنيجيري جويل أوبي والإيطالي جيامباولو باتزيني على التوالي. هذان التغييران المفاجئان صاحبهما سؤال جوهري منذ بداية اللقاء، ألا وهو غياب الأرجنتيني إستيبان كامبياسو عن خط الوسط وتأثيره الواضح في اختلال توازن الفريق، بالرغم من اجتهادات اليافع أندريا بولي الذي لم يفلح في مقاومة شراسة الثنائي أليو ديارا والكاميروني ستيفان امبيا الذين نجحا في إحكام السيطرة على منطقة المناورات وشل حركة وسط ميدان الإنتر الذي افتقد إلى فاعليته المعتادة دفاعاً وهجوماً. تفوق الفرنسيين ميدانياً كاد يترجم بهدف مباغت في الدقيقة 71، إثر مخالفة حرة من قدم فالبوينا اقتنصها أليو ديارا في زحمة الرؤوس وكاد يصيب مرمى الحارس البرازيلي سيزار إلا أن هذا الأخير تعملق واستنجد بخبرته الكبيرة ليتفادى رصاصة الرحمة الفرنسية.
كامبياسو "المنقذ"
تواصلت حالة العجز التي لاح عليها خط هجوم ووسط الإنتر إلى أن أدرك صاحب القرار الفني في كتيبة اللومبارديين فداحة خياره ليتدارك الموقف بعد إقحام كامبياسو مكان اللاعب قليل الخبرة أندريا بولي في الدقيقة 74. هذا التغيير كان له الفضل في قلب صورة الإنتر بشكل مذهل، حيث عاد خط الوسط إلى حيويته ودينامكيته المعهودة، وبعد دخوله بزمن ضئيل نفذ كامبياسو في الدقيقة 75 ركنية على مستوى القائم الأول أحدثت ارتباكاً واضحاً في الصفوف الدفاعية لمرسيليا، فاستغل باتزيني الموقف وسدد كرة أولى ارتطمت بالمدافع قبل أن تعود أمام "المرعب" دييغو ميليتو الذي لم يخطأ طريق المرمى وسجل هدف الإفتتاح معلناً عن بداية جديدة للقاء القمة. استمر هيجان الإنتر وسط مساندة جماهيره المتحفزة للإجهاز على خصمهم عبر السعي وراء سيناريو اختطاف الهدف الثاني، الذي كان بالكاد أن يتحقق لولا كرة كامبياسو الرأسية التي علت العارضة بعد تسلمه عرضية من المتقدم المدافع البرازيلي لوسيو في الدقيقة 85.
جنون المستديرة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لم يكن أبرز المولعين بأفلام الأكشن والإثارة ممن تابعوا المواجهة، يتوقع السيناريو الدراماتيكي الذي حفلت به قصة الختام لهذه القمة، ففي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر استكمال الصراع من بوابة الحصص الإضافية، كان المهاجم البديل البرازيلي برانداو الذي عوض لويك ريمي في الدقيقة 88 يملك رأياً آخر بعد تسلمه كرة كانت عادية في البداية قبل أن يسانده فيها الحظ بشكل كبير لتتهيأ له في غفلة واضحة من لوسيو انفرد على إثرها بمواطنه سيزار وسدد كرة قوية استقرت في المرمى الميلاني وأعلنت عن تبخر حلم التأهل نهائياً. بعد هدف برانداو الصاعق تمكن باتزيني من التحصل على ركلة جزاء بعد عرقلة من الحارس المقصى ماندندا، ونفذها بعد ذلك بنفسه ليسجل هدفاً ثانياُ في الوقت بدل الضائع ساوى الإنتصار ولكنه لم يعادل التأهل.
مارسيليا يغازل أمجاده الغابرة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حصيلة الـتأهل التي عاد بها أبناء الجنوب الفرنسي خولت لهم تنشيط ذاكرة مجدهم الغابر ومغازلة تاريخهم الوردي باعتباره أول تأهل لهم للدور ربع النهائي منذ عام 1993 تاريخ حصولهه على أول نسخة من دوري أبطال أوروبا في صيغتها الجديدة، بالإضافة إلى قطع أبناء ديديه ديشان مع سلسلة العثرات التي حققوها مؤخراً بعد هزيمتين متتاليتين أمام كل من إيفيان وأجاكسيو. لذلك بالإمكان أن نقول بأن مارسيليا تمكن من ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد بتحقيق هذا الإنجاز، وسيما ترك ربان السفينة المرسيلية ديشان يقود سفينته إلى بر الأمان وبالتالي تعديل المسار في مشوار الدوري الفرنسي والإلتحاق بركب فرق المقدمة، رغم أن المنافسة على اللقب يبقى أمراً غاية في الصعوبة مع فارق 19 نقطة يفصله عن المتصدر الباريسي الـ"بي.آس.جي".
الإنتر في نفق مظلم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لم يفلح الممثل الثاني لعاصمة الموضة، إنتر ميلان في الإقتداء بجاره وغريمه الروسونيري وعجز عن المرور إلى الدور ربع النهائي وبالتالي دعم الفكرة الجازمة بأن عصر سطوة الإنتر قد انتهى وأن مسيرة الإبداع في السنوات الأخيرة وإشعاعها الكوني بدأ يخفت إن لم نقل أنه أفل أصلاً. سقوط الإنتر من حسابات دوري الأبطال علاوة على مركزه السابع في الكالشيو برصيد الـ40 نقطة والذي قد لا يسعفه حتى للمشاركة في المسابقات الأوروبية الموسم المقبل في ظل هذا المردود الشاحب، مع المنافسة الشرسة التي يلقاها من قطبي العاصمة الإيطالية روما ولاتسيو بالإضافة إلى نابولي وأودينيزي...كل هذه العوامل وغيرها تبصم على أن الإنتر دخل في دوامة مظلمة وقد لا يخرج منها لفترات طويلة كما حدث ذلك سابقاً. | |
|