فيدال: ما زلت مغرماً بكرة القدم

فيدال: ما زلت مغرماً بكرة القدم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بفضل مهاراته وفنياته وشخصيته، تمكن أرتورو فيدال من التألق في فرق الشباب بنادي كولو كولو التشيلي، قبل أن يرتقي إلى الفريق الأول سنة 2005 وهو في الثامنة عشرة من عمره. وبعد ذلك بعامين، ساهم بشكل كبير في احتلال منتخب بلاده المركز الثالث في كأس العالم تحت 20 سنة كندا 2007 FIFA.

ومنذ ذلك الحين بدأ مستواه يتحسن يوماً بعد يوماً وسنة وبعد أخرى، حيث انتقل إلى باير ليفركوزن الألماني ثم انضم إلى منتخب الكبار، الذي لعب فيه دوراً حاسماً ليكون من بين أهم المساهمين في تأهله إلى أم البطولات بعد غياب دام 16 سنة. وبعد أدائه المشرف في جنوب أفريقيا 2010 والموسم الرائع الذي قدمه بعد ذلك في ألمانيا، حيث اختير ضمن الفريق المثالي للدوري الألماني، تمكن فيدال من شق طريقه بثبات نحو نادي يوفنتوس الإيطالي.

وبعد فوزه مع السيدة العجوز بلقب الكالتشيو إثر موسم خالٍ من الهزيمة، واختياره ضمن تشكيلة الفريق المثالي في الدوري، بات الحلم الأكبر الذي يراود فيدال في الوقت الراهن يتمثل في تأهيل تشيلي إلى البرازيل 2014.

وقد خص لاعب الوسط الماهر موقع FIFA.com بحوار حصري تحدث فيه عن مسيرته في ملاعب الساحرة المستديرة، وتطلعاته المستقبلية مع منتخب بلاده وعلى صعيد النادي كذلك.

موقع FIFA.com: أرتورو، هل تعتبر نفسك ضمن أفضل جيل شهدته كرة القدم التشيلية؟
أرتورو فيدال: نعم! لقد أخرجت تشيلي إلى العالم لاعبين متميزين في مختلف الفترات، لكننا لم نشهد في السابق هذا الكم الكبير من النجوم خارج البلاد. فهناك عدد كبير من اللاعبين الذين يتألقون في أبرز الدوريات الأوروبية ومع المنتخب أيضاً، وهذا شيء جديد على كرتنا الوطنية. أنا معتز بالإنتماء إلى هذا الجيل.

هل تعتقد أن هذا المنتخب يحظى بالإعتراف الذي يستحقه؟
(يفكر...) في سانتياجو، يقول الناس إنهم لم يشهدوا مثل هذا الكم الهائل من النتائج الجيدة التي حققها المنتخب في السنوات الأخيرة. نحن من جهتنا نحاول الإستمتاع إلى أقصى حد وترك صورة جيدة عن بلادنا.

تأهلت تشيلي إلى كأس العالم FIFA بعد غياب دام 12 سنة، وقد بلغت ثمن النهائي لكنها لم تكن في مستوى التطلعات خلال كوبا أمريكا. ما هو الهدف المقبل؟
التأهل إلى كأس العالم المقبلة، بطبيعة الحال. وبعد تحقيق هذا الهدف، علينا أن نتطلع إلى أعلى نقطة ممكنة، وأقصد هنا التنافس من أجل اللقب. كانت نهائيات جنوب أفريقيا هي الأولى بالنسبة لنا جميعاً، وقد شكلت تجربة مفيدة لنا. لكن سيتعين علينا الذهاب إلى البرازيل بعقلية مختلفة.

يبدو أنك واثق من تأهلكم إلى نهائيات 2014..
أنا واثق من أننا نملك فريقاً قادراً على تحقيق ذلك. يجب أن ننسى سقوطنا أمام كولومبيا (1-4 في سانتياجو)، فقد كان ذلك مؤلماً، لكن علينا القيام بتقييم عام لحصيلتنا. وهذه الحصيلة إيجابية لحد الآن. ليس من وليد الصدفة أن نكون قد تصدرنا التصفيات في وقت من الأوقات. هدفنا هو البقاء بين الثلاثة الأوائل حتى النهاية. الفريق يتمتع بالنضج الكافي وقد أظهر ذلك بجلاء.

لكنه يعاني بعض المشاكل المتعلقة بالإنضباط، هل هذه هي المشكلة الأكبر التي تواجهكم حتى الآن؟
(يفكر) إنه موضوع يُطرح كثيراً في النقاشات. كرة القدم تمنحك أشياء كثيرة، ويتعين على اللاعب أن يتحلى بالنضج، وبالنظر إلى المكانة التي يحتلها، فإنه أحياناً يكون مطالباً بإعطاء صورة نموذجية. وهذه ليست بمهمة سهلة.

كما لم يكن سهلاً تعامل الصحافة في بلادك مع هذا الأمر، أليس كذلك؟
تتداخل عوامل متعددة في هذا الأمر. فمن ناحية، تبحث الصحافة التشيلية دائماً عن الجوانب التي لا علاقة لها بكرة القدم. ومن جهة أخرى، يُعرف اللاعب التشيلي بخجله، وبالتالي فإنه عادة ما يتفادى الحديث إلى الإعلاميين تجنباً لتوريط نفسه في المشاكل.
أتمنى أن أبقى مغرماً بكرة القدم طوال حياتي. إنها ليست فقط الشيء الوحيد الذي أعرف القيام به، بل إنها أيضاً الشيء الذي يمنحني البهجة والفرح كل يوم.
أرتورو فيدال

لكنك مختلف تماماً عن هذا النوع من اللاعبين. ما سبب ذلك؟
نعم، وهذا شيء متعلق بمسيرة كل واحد. فالعيش في ألمانيا وإيطاليا ساعدني كثيراً على النضج والتفكير في الأمور بشكل أفضل والتعبير عن نفسي بطريقة أفضل.

يظهر أيضاً أنك أكثر هدوءاً فوق أرضية الميدان. هل يلعب مزاجك لصالحك أم ضدك؟
لصالحي! لولا مزاجي هذا ربما ما كنت لأدرك النجاح خارج تشيلي. لكي تتألق في دوريات كبيرة مثل ألمانيا وإيطاليا، عليك أن تملك شيئاً مختلفاً، وبالنسبة لي كان مزاجي جزءاً من هذا الشيء المختلف.

هل يصعب عليك أحياناً التحكم في مزاجك؟
ربما في البداية، عندما كنت في كولو كولو، فقد كانت تلك هي الفترة التي اشتغلت فيها أكثر على هذا الجانب، وخاصة من خلال متابعة مبارياتي عبر الفيديو. لكني عندما ذهبت إلى الخارج، أصبحت أكثر هدوءاً.

في كولو كولو، لعبت تحت إمرة المدرب بورجي. ما الفرق بين بورجي مدرب كولو كولو وبورجي مدرب منتخب تشيلي؟
إنه ما زال نفس الشخص الذي عرفته دائماً. إنه قريب من اللاعبين ويمنحنا حرية كبيرة، بالمعنى الجيد للكلمة. قليل هم المدربون الذين يتعاملون مثله، فهو يذكرنا دائماً بأنه كان لاعباً داخل الملعب وخارجه. إن قربه هذا يمنحنا ثقة كبيرة.

يبدو أنك تتجاوب مع هذه الثقة بقبولك اللعب في مختلف المواقع: في وسط الملعب في الجناحين في قلب الهجوم، وفي مركز الليبرو أيضاً. في أي موقع تشعر أكثر بالإرتياح؟
لن أفشي سراً إن قلت إن موقعي المفضل هو خط الوسط المركزي. فقد لعبت هناك طوال حياتي وأعتقد أني هناك أقدم أفضل ما لدي. يعجبني اللعب في موقع تمر عبره جميع الكرات، موقع يضمن الربط بين الهجوم والدفاع. لكن لا مانع عندي في تغيير المواقع إذا كان ذلك يخدم منتخب بلادي أو فريقي، وأنا أحاول دائماً أن أتأقلم مع التغييرات قدر المستطاع.

هل تمر حالياً بأفضل مرحلة من مسيرتك؟
أعتقد ذلك. أحسست بالإرتياح في ألمانيا، لكني الآن في نادٍ يُعد من أعرق أندية كرة القدم على مر التاريخ، وقد فاز بلقب الموسم الماضي بعد سجل خالٍ من الهزيمة. إنني أقدم أداءاً في مستوى تطلعاتي وتطلعات الناس الذين جلبوني إلى هنا. من الناحية العاطفية، أعيش أجواءاً تشبه تلك التي عشتها في تشيلي، حيث يتعاطف معي الجمهور طوال الوقت. ومع ذلك، يوجد دائماً هامش للتحسن.

هل يفاجئك ما يعيشه يوفنتوس في الوقت الحالي؟
كنت أدرك أني قادم إلى فريق لم يحقق نتائج جيدة في السنوات الأخيرة، لكنه فريق يُعتبر من عظماء أوروبا. عندما قبلت العرض، فعلت ذلك وأنا واثق من قدرتنا على تغيير أحواله والتنافس على اللقب. وقد سارت الأمور في هذا الإتجاه. سرعان ما أدركنا أننا قادرون على التألق حتى النهاية، ولكني فوجئت عندما أنهينا الموسم بسجل خالٍ من الهزيمة. فالدوري الإيطالي صعب للغاية.

هل تعتقد أنكم قادرون على خطف اللقب مجدداً، أم أنكم تفضلون دوري الأبطال هذه المرة؟
أعتقد أن صفوف الفريق تعززت بشكل جيد، مما جعلنا أقوى من الموسم الماضي، وبإمكاننا تكرار التجربة وتقديم أداء جيد في دوري الأبطال. لا بل إن نادياً مثل يوفنتوس مطالب دائماً بالتطلع إلى اللقب!

ألا تستهويك فكرة اللعب في أسبانيا أو إنجلترا مستقبلاً؟
لم أفكر في الأمر. أقولها وأكررها الآن: أنا سعيد جداً هنا، ولو تعين علي أن أبقى هنا طوال حياتي، لفعلت ذلك بكل صدر رحب.

وماذا عن كرة القدم، هل تجعلك سعيداً؟ أما زلت مغرماً بهذه الرياضة؟
بطبيعة الحال، وأتمنى أن أبقى مغرماً بكرة القدم طوال حياتي. إنها ليست فقط الشيء الوحيد الذي أعرف القيام به، بل إنها أيضاً الشيء الذي يمنحني البهجة والفرح كل يوم.

» رادار مدريد يرصد فيدال
» فيدال يحسم كلاسيكو إيطاليا من نقطة الجزاء
» اعتماد نظام بطولة الأندية الآسيوية بكرة الصالات
» هوايات بعض مشاهير كرة القدم
» الإمارات إلى نهائي كرة القدم في الآسياد