محاكمة اتحاد السلة ضرورية

توجه منتخب مصر لكرة السلة إلي ليبيا بآمال عريضة لاستعادة أمجاده الافريقية الغائبة منذ عام 1983 وهي آخر مرة حقق فيها كأس البطولة أو حتي احتلال أحد المراكز الثلاثة الأولي والعودة لمونديال السلة بعد غياب 14 عاما ولكن أكثر المتشاءمين لم يكن يتوقع أن ينهي منتخب مصر مشواره في البطولة بهذه النهاية المؤلمة واحتلال المركز العاشر بين 16 منتخبا شاركت في البطولة وهي فضيحة بكل معني الكلمة..
بداية لو كنت مكان المسئولين عن الرياضة في مصر وفي مقدمتهم المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة ومحمد أحمد علي رئيس اللجنة الأوليمبية الذي هو في ذات الوقت رئيس الاتحاد المصري لكرة السلة لقدمت هذا الفريق بلاعبيه وجهازه وقبلهم اتحاد السلة للمحاكمة لأنهم جميعا أساءوا لسمعة مصر دوليا وفي لعبة تعتبر صاحبة الشعبية الثانية بعد كرة القدم في مصر.
فضيحة المركز العاشر
بداية فالرياضة فوز وهزيمة وقد تكون الهزيمة مشرفة إذا جاءت بعد كفاح وأداء قوي ولكن أن تأ تي الهزائم والخسائر تباعا وبعد أداء متخاذل ومستوي هزيل وتهاون ويسر فهذا هو ما جعلنا نطلق علي هزائم السلة في بطولة افريقيا لقب "فضيحة".
فالمركز العاشر الذي احتلته مصر في البطولة هو الأسوأ في تاريخ مشاركاتها الافريقية علي مدي 25 بطولة.. بل هو أسوأ مركز تحتله مصر في أي بطولة دولية علي مستوي القارة أو علي المستوي الاقليمي بعد أن كان الأسوأ هو المركز السادس الذي احتله منتخب الشباب في بطولة افريقيا للشباب بمصر عام .2005
هزائم في 8 مباريات
والمنتخب حقق أيضا رقما قياسيا للهزائم حيث خسر 6 مباريات من أصل 8 خاضها في البطولة ولم يحقق سوي انتصارين علي منتخبات يطلق عليها فرق العالم الثالث افريقيا في السلة وهما منتخبا موزمبيق والمغرب بينما خسر المنتخب امام انجولا ومالي في الدور الأول ثم امام نيجيريا وكوت ديفوار وليبيا في الدور الثاني وكانت الخسارة امام ليبيا هي الأولي في التاريخ في مباريات الفريقين.
وفي مباريات المراكز من التاسع الي الثاني عشر فاز منتخب مصر علي المغرب ثم خسر علي المركزين التاسع والعاشر امام رواندا.
أزمة لاعبين
ولفضيحة السلة أبعاد كثيرة تحمل الكثير من السلبيات نكشفها في السطور التالية علها تكون دافعا لاتحاد السلة لتعديل المسار والدخول في التطوير الحقيقي من أجل اعادة اللعبة إلي هيبتها والتي تتطلب في تقديري جهداً ضخماً في ظل الثورة الكبري للكثير من الدول في مجال اللعبة بدلا من البحث عن المصالح الشخصية التي أودت باللعبة.
ويمكن تلخيص أسباب فضيحة السلة في كأس الأمم بليبيا في ستة عناصر رئيسية هي الهروب المتكرر للاعبين الكبار أصحاب الخبرة من المنتخب وعدم دقة اختيار اللاعبين للمنتخب ويعد أمراً يسأل عنه الجهاز الفني بقيادة العربي جيلكو زافتشي ومساعده احمد مرعي ورئيس الاتحاد الذي لم يكن متفرغا لإدارة نشاط اللعبة.
والسبب الثالث هو نقص حاد في المواهب التي تتميز بالقدرات البدنية المطلوبة للعبة الآن والرابع هو ضعف المسابقات المحلية.
أما السبب الخامس فهو القصور الحاد في مسابقات الناشئين ثم آخر الاسباب وهو تحجر فكر المسئولين وعدم تجدد الأفكار التي جعلت أحداث اللعبة روتينية تماما دون أي استراتيجيات جديدة تدفع بها للأمام.
الهروب الكبير
كما يحدث في كرة القدم من هروب متكرر للمحترفين من المنتخب مثلما حدث مؤخرا مع زيدان وقبله ميدو وحسام غالي وغيرهم عانت السلة الأمرين في السنوات الأخيرة من هذه الظاهرة حيث عمد الكبار علي الهروب دائما قبل البطولات الكبري.
وقبل انطلاق هذه البطولة بيومين انسحب الحسيني سمير من المنتخب بحثا عن عقد جديد في احدي الدول العربية أو حتي عقد محلي بعد أن ضاق به الوضع في نادي الزمالك ورفض اتحاد السلة طوبة اسماعيل احمد احد افضل نجوم السنوات العشر الماضية لانه لم يلبي طلب المنتخب في أي بطولة كبري وكان دائم الهروب.
اختيارات اللاعبين
راهن الجهاز الفني منذ فترة ليست بالقصيرة علي الاستعانة باللاعبين الشباب في المنتخب تعويضا عن الكبار غير الجادين وهو أم طيب اذا كان لصغار السن حد ادني من القدرات الفنية التي تؤهلهم للعب مع اللاعبين الكبار والمحترفين الذين تحتشد بهم منتخبات قبل انجولا وكوت ديفوار والسنغال ونيجيريا.
ولكن ما حدث أن الجهاز اعتمد علي مجموعة لاعبين لا يملكون القدرات الفنية التي تؤهلهم للعب أمام المنتخبات الكبري فما بالك وأن أداء هؤلاء كان متخاذلا تماما بعد أن فقدوا الروح القتالية منذ المباراة الأولي.
ويمكن القول أن صانعي الألعاب رامي جنيدي ووائل بدر كانا الوحيدين الذين لعبا بروح قتالية بينما فشل الباقون أمير الفنان ومصطفي مشعل وعمرو الجندي وهيثم السعيد وأمير الفنان وشعوط وهيثم كمال وتامر طلعت وخورشيد ورامي ابراهيم وعدلي في فرص ايقاعهم علي لاعبين يفوقونهم طولا وقوة ولياقة.
غياب المواهب
ثالث عناصر الهزائم هو عنصر تراكمي لغياب المواهب في اللعبة منذ سنوات حين كان لمصر 3 أو 4 لاعبين في منتخب افريقيا.
فمنذ جيل مدحت وردة وعمرو أبوالخير والسلعوة وطارق الصباغ وعبدالقادر ربيع لم تظهر مواهب جديدة لان اتحاد السلة لم يعتمد أي برنامج للبحث عن المواهب والقدرات الخاصة التي تتطلبها كرة السلة الحديثة وفي مقدمتها عنصر الطول الذي أصبح أهم العناصر بعد أن كان اختياريا منذ عقدين من الزمان.. فبدون لاعبين يفوق طولهم المترين يمثلون 50% علي الاقل من الفريق لن يكون هناك فريق منافس علي البطولات القارية بعد الآن.
واغلقت ايضا كل مدارس اللعبة التي تعتمد علي البحث عن العمالقة ابوابها في ظل عدم اهتمام الأندية باللعبة باعتبارها رياضة تحمل ميزانية الأندية ولا تجلب اي دخل لهذه الأندية.
ضعف المسابقات المحلية
لم تعد للمسابقات المحلية أي دور في تطوير اللعبة بعد أن أصابتها الشيخوخة ولم يحدث بها أي جديد سواء في نظامها أو في مراحلها علما بأن الدوري هو المصدر الأساسي للاعبي المنتخب.
ونظام الدوري المحلي خلق التعقب بين الأندية فتفرغ الاتحاد علي مدي 6 مواسم علي الاقل لحل مشاكل الشغب الجماهيري دون البحث عن حل جذري لمسابقة محلية ناجحة تقتل التعقب وتفرز لاعبين جيدين للمنتخب.
غياب مسابقات الناشئين
من يتابع مسابقات النشائين في مصر تدرك تماما أنه من المستحيل أن ينجب هذه المسابقات لاعباً دوليا مميزا.
وحتي عندما نظم اتحاد السلة الدوري المرتبط لارغام الاندية علي تشكيل فرق تحت 16 سنة لم تأت هذه المسابقة بثمارها لان الأندية الكبري كانت تبحثعن أي مجموعة من اللاعبين لخوض هذه البطولة دون معايير فنية تضمن بقاءهم في مضمار اللعبة وهو أمر سألت عنه المديرين الفنيين لهذه المرحلة السنية وأجابوا جميعا بأن 90% من لاعبي هذه المرحلة لا يملكون قدرات اللعبة وامكانياتها الفنية ولكنهم فقط محللين حتي تحتسب نتائج الكبار.
تحجر الأفكار
أما آخر الأسباب فهو يخفي اتحاد اللعبة الذي تحجرت أفكاره وأصبح يسير بقوة الاندفاع ويدير اللعبة بأفكار القرن الماضي دون أي تجديد أو رؤية لما يحدث في دول العالم الكبري معا أودي باللعبة وجعلها تتراجع سنوات للخلف حتي وصلنا إلي المركز العاشر افريقيا.

 

مشكور اخى الغالى على الأخبار 
بارك الله فيك 

شكرا لك اخى على الأخبار

الف شكر يا غالى مشكووووور يا باشا

مشكور اخى الغالى على الأخبار 
بارك الله فيك