شادى السبع
مؤسس المنتدى
الجنس : عدد المشاركات : 4961 العمر : 29 اعلام البلاد : تاريخ التسجيل : 04/02/2008
| موضوع: حكمة المحكمة السبت أكتوبر 10, 2009 9:23 am | |
| حَكَمتْ المحكمه ,, ! بسجنٍ مؤبَد لِلْمُذنِبَه ,, مع إمكانية إطلاق سراح [ مشروط ] ,, ... أسحَبُ أذيالُ بَقَايا مَنْ كَانتْ [ أنَا ] ذاتِ يومٍ ذليلة ,, منكسرة ,,, والأصفاد كالسِوارِ على يداي ,,, وحَارِسانُ مُمْسِكَانِ بِي بَدَوا لِي بِغيرِ ملامِحٍ ’’’ كان الجميع مُوجهٌ أنظاره إلي ,,, وبدوري بادلتهم النظرات ,,, ياللَـ إحراجْ ,, منهم من إعتبرني قدوةٌ له ,,, ومنهم من ينظر إلي بسخريه ,,, وآخرين بشفقه ,,, بدموعٍ بِأعْيُنَهُمْ تعلنُ هجماتِها على مَا بَقِي مِن شُتاتِ قلبٍ بَرِئ ,,, أشحت بنظري بعيداً ,, يالله ,,, لا أستطيع ,,, لا أستطيع مواجهتم ,,,وبصوتٍ مرتَجِف ,,, فكيف لي أن أواجه نفسي ,,, ... قَادُونِي للزنزانتي ,,, كانت قرمزيةِ اللون ,, كالدمِ المَسفُوح ,,,! أدخلوني بداخِلِها ,,, وأزاحوا عن يداي تلك الأصفادُ التي كنت قد بدأتُ الإعتياد عليها ,, وذهبوا ... صُكَ الباب من ورائي بقوةْ جعلت أصداءِ صوتِه تَتَصادَمُ في تلكَ الزنزانه المقِيتَه ,, سرير ,,,, مرآه ,,, ساعة مُنَبِه ,,, هذهِ كانت محتوياتها ,,, بدونِ إستيعابٍ ,, ألقيت بنفسي على ذاكَ السرير ,,, أشهق بالبكاء ,,, كيف لي أن أفعل ذلك ,, ! كيف كيف .. ! لأسمَع صوتٌ خضعت له كُلُ حواسي ,, ! تك ,, توك ,,, تك ,,, توك ,,, كان صوت الساعه ,,, مددت بيدي إليها ,,, كانت مثبتةٌ على الدُرجِ بجانِبِ السرير ,, لم أهتم ’’’ مسحتُ دُمُوعِي ,,, وظللتُ أُقلِبُ بِذاكرَتِي صورٌ [ سذاجةٍ ] إعتادت الرقصَ على أنغامِ سخريةُ من حولِها ,, يالله ,,, كثيرْ ,,, هذا كثيرٌ علي ,,, تسلل النومُ لعيناي بُغتةً ,,, ونمت ,,, لا أدري كم من الوقتِ نمت ,, ربما ساعات ,, ربما أيام ,, ربما أسابيع ,, ! كل مآ أذكُرُه هو ذاك الحُلم الذي راودني ,, كأنني أتسلقُ لِـ قمةِ جَبلٍ [ جليدي ] ,, وكُنتُ لا أنفُكُ أن أتعثر بصخورٍ غريبةِ الشَكْلْ ,, مِنها البيضاء ,,, ومنها السوداء ,, ومنها ,,, الحمراء ,, فأمّا البيضاء أعجبني شكلها ,, ووضعتها في جيبي ,,, [ كذكرى لا غير ] ,, وأما السوداء ,, فريبةٌ في القلب مَحلها كلما رأيتُها ,, لألتقِطُها وأرمِيها بعيداً في الأفقِ المَجهُول ,,, أفقِ النسيان ,,, وأما الحمراء ,, فلم تكن سوى واحده ,,, ظللت محدقةٍ بها ,, أتسأل ,, ما الذي يجدر بي فعله بها ,,, بتأنيبٍ من الضمير ,,, ووخزٌ في القلبِ يكادُ يطرحني أرضاً ,, تركتها في محلها ,,, آملةً ,,, أن أعود إليها يوماً ,,, أو أن تأتي هي إلي ,,, ... كان صوتُ فتاةٍ برئ للغايه ,,, هو من أيقظني من سباتي الذي دام ما دامَهُ ,, كان تُغَنِي ,, الشَابةُ الصَغِيرة ,, نَائِمَةٌ عَلى فِرَاشِها الدَافِئ ,,,فَهلْ لَهُ أن يَكونَ كَفَنِهَا يا تُرَى ,,, نهضتُ مِن فِراشي ,,, وأسندتُ بظهري على باب الزنزانه ,,,وأغمضتُ عَيناي ,, لعلي أجِدُ نوراً يَدُلُنِي على الطَريقِ السديد ,,, أرخيتُ أذنِي لأسْمَعَ وشاوشُ غِنائها ,, الشَابةُ الصَغِيرة ,, نَائِمَةٌ عَلى فِرَاشِها الدَافِئ ,,,فَهلْ لَهُ أن يَكونَ كَفَنِهَا يا تُرَى ,,, ياه ,,, كم كانَ جميلٌ صوتها ,,, شعرتُ للحظه وكأن روحي تهيمُ عالياً ,, تَلعَبُ هُنا وهُناكْ مَعَ قطراتِ دمُوعِي الهَاربةِ مِن سَلاسلُ بكائي الشنيع ,, سكتت ,,, وسَكَتُ أنا أيضاً ,,, صَمتْ ,,, فَكرتُ كَمْ أنَا وحيدَهـ ,,, بِصُعُوبَه ,,, فَصوتُ زُحامِ أفكَارِي لا يَطِيقُ صمتَا ,,, غبِيه .. غبيه ,, غبيه ,, غبيه ,,, كفَى ,, صمتاً ,,, ! وَفقتُ على قَدَمِي ,,, شهييييق طَويِلْ ,,, لِيتْبَعَهُ أنْواعٌ مِن التَناهِيد التِي أشعلتْ جَمراتِ حبةِ ثلجٍ مَللتْ التَطايُرْ بَينَ أشواكِ نَرجَسيتِها ,, وَجَهتُ تَركِيزِي لتِلكَ المِرآه ,,, ياه ,,, كَمْ أنَا جَميلَه ,, ! لَحظَه ,, !! كَانتْ صَفعةٌ يَدِ ألفُ رَجُلْ .. ! مَا قِصةُ هَذا الخَطُ المُستقِيم الذِي إتَخذَ أسفلَ عينِي اليُمنَى ملجأً لَه ,, ؟ تَجَاعيد ,, ؟!!!فِي فُتوةِ شَبابِي .. ؟! تَزاحَمتْ المَشاعِرُ بِداخِلي ,,, ليَدْفِشَ شُعورِ الحِزنِ بَاقِي المَشاعِر ,,, ويَحتَلُ بِدورهِ المَركَزَ الأولْ ,, كَما أعتادَ أن يَفعَلْ ... ياللـ الحُزنْ ,,, هممتُ بإرجَاعِ البَصرْ لَعلَه يَرجَعُ إلي خاسِئاً وهو حَسِير ,, ! ولكِنَها كَانتْ مَوجَودَه ,, ! شقٌ فِي غايةِ الوضَوح ,, ولَكِن ,, بطَريقةٍ مَا ,,, لِمَا أبدو جَميله بوجُودِكِ أسَفلَ عيني ,,, ؟ أياً يَكُنْ ,,, أُرِيدُكِ أنْ تَبقِي وَحيدةٌ مِثلِي ,,, إياكِ والإنقِيادُ لكلفٍ أو غَيرُهْ ,, أنَا وأنتِي ,, سَنبقَى معاً ,, تُغَلِفُنَا شِباكُ الوِحدَهـ ,,, فلنَبقَى مَعاً للأبدْ ,,, إبتَسمتْ ,,, لَهَا ,,, وعدتُ بِدوري لسريري ذاك ,, إستلقيت بِهِ ,,, غير مدركةٍ أي نُقطةِ نهاية ستحدد مصيري ,, نظرتُ للساعه ,,, متى سيرن المنبه ,,,, ليعلن حريتي ,,, ليعلنَ [ نضوجي ] ,, !!
| |
|