ايمن السبع
مؤسس المنتدى
الجنس : عدد المشاركات : 21411 العمر : 49 اعلام البلاد : تاريخ التسجيل : 21/02/2008
| موضوع: جيلبرتو سيلفا: الخبرة ضرورية لحفظ توازن الفريق الخميس نوفمبر 22, 2012 2:00 am | |
| جيلبرتو سيلفا: الخبرة ضرورية لحفظ توازن الفريق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لم يكن جيلبرتو سيلفا أبدا لاعبا خارقا للعادة، إذ لا يتقن سوى استرجاع الكرات، ويفعل ذلك كثيرا، ثم يمرر على الفور إلى بقية الزملاء، دون روائع ولا إبداعات، ولكن بدقة كبيرة. بيد أن ذلك لم يمنعه من أن يصير لبنة أساسية من لبنات المنتخب البرازيلي المتوج بكأس العالم FIFA، وأن يصبح كابتن فريق عريق مثل آرسنال. كما يتميز هذا الظهير بالتواضع والهدوء خارج الملاعب أيضا، حيث لا يحب الظهور كثيرا منذ عودته إلى أحضان جريميو بعد 9 سنوات من الاحتراف في أوروبا، ولا يحبذ التصريحات النارية، بل يتحدث بصوت منخفض وكلمات موزونة، وتكون مداخلاته دائما في محلها. وقد خص هذا اللاعب البالغ من العمر 36 سنة موقع FIFA.com بمقابلة حوارية حصرية مشوقة تطرق فيها للعديد من القضايا. كَثُرَ الحديث في الآونة الأخيرة عن الصعوبات التي يواجهها المنتخب البرازيلي بسبب صغر سن لاعبيه، ما رأيك في هذا الأمر بحكم تجربتك الطويلة مع السيليساو؟ الأمور صعبة بطبيعة الحال، ليس بالنسبة للاعبين فقط، بل بالنسبة لمانو (مينيزيس) أيضا، إذ يتعيّن عليه تعلم كل شيء بذاته. أتذكر أن الأمور كانت مختلفة عند التعاقد مع دونجا، فقد كان متعودا على هذه الأشياء، ولاسيما كلاعب. لا يمتلك مانو الكثير من اللاعبين القادرين على تحمل المسؤولية، وهذه هي أكبر الصعوبات. كيف يؤثر اللاعبون المجربون على الفريق؟ وما أدوارهم فيه؟ لهم دور مهم إلى جانب اللاعبين الشباب، خصوصا في اللحظات العسيرة ووسط الضغوط، حيث يجدون إلى جوارهم من يدعوهم إلى الهدوء ويقول لهم أن الأمور ستسير على ما يرام. إنه أمر مهم من أجل التحلي بالهدوء في الأوقات الصعبة. أضف أنهم يساعدون على توجيه الفريق عندما تكون الأحوال جيدة، وينبهون الآخرين إلى ضرورة عدم التراخي. وهناك أمور أخرى مرتبطة بالحياة اليومية خارج الملاعب، من قبيل التذكير بمساوئ الغرور وضرورة الاستمرارية. يضطلع اللاعبون المجربون بأدوار هامة داخل أنديتهم ومع السيليساو أيضا. هل استفدت في بدايتك من تجربة لاعبين من هذا النوع؟ ومن كان أكثرهم تأثيرا عليك؟ نعم، دون شك. أول من أثر فيَّ هو ماركو أنتونيو بويادييرو، وكان ذلك في بداية مشواري مع فريقا أمريكا. تعلمت منه الكثير، كان يحكي لنا الكثير من القصص والحكايات المتعلقة بما كنا نعيش من أحداث. ثم التقيت بعد ذلك بتوبازينيو وريكاردو، مدافع كوريثيانز، ولما التحقت بالسيلساو، كان كافو مثلي الأعلى دون شك. لقد ساعدني كثيرا عند وصولي. وكان الحديث مع هذا النوع من اللاعبين كاف في بعض الأحيان من أجل التعلم، لأن في كلامهم وقصصهم الكثير من الدروس والعبر. وهل تفعل الشيء ذاته داخل فريق جريميو؟ بالتأكيد، وهذا شرف كبير لي، أتحدث مع اللاعبين الشباب عن المسيرة الكروية والحياة. تتغير الأمور بتعاقب الأجيال، بداية فيما يخص الانتقال من الفئات الصغرى إلى عالم الاحتراف، وهي تغيرات مرتبطة بما يشهده العالم أيضا. لذلك يتعين علينا أن نكون القدوة والمثال، حتى تكون اختيارات الشباب سليمة، إذ ما أسهل الوقوع في الأخطاء. يجب أن يدرك الشباب أنهم سيفتقدون الكثير من الأمور، ولن يكون بقدرتهم الاستمتاع بأشياء عديدة مما يفعل أقرانهم. يريد الناشئون بلوغ المجد في أقصر وقت ممكن، وربما يصيبهم الإحباط بعد الفشل الأول، في حين يتعين التحلي بالصبر والمثابرة. لقد كان الصبر والمثابرة السمتين المميزتين لمسيرتك الكروية، أليس كذلك؟ بالفعل. لا أشعر بالقنوط أبدا، فأنا إنسان صبور، وتعودت دائما على انتظار الوقت المناسب. يريد المرء أن تتحقق أهدافه كلها، والإرادة أمر ضروري أيضا، لكنها لا يجب أن تصير هاجسا مؤرقا. أضف أن الفرق بيني وبين الآخرين راجع إلى أنني لم أدخل عالم الساحرة المستديرة من بوابة الأندية على غرار بقية اللاعبين. حيث غادرت الفئات الصغرى عندما كان عمري 16 سنة لأساعد أسرتي، وعملت طوال سنتين ونصف في مصنع حلويات، ثم رجعت إلى النادي وعمري 19 سنة، أو أكثر، وحاولت استغلال جميع الفرص المتاحة أمامي. زادت هذه التجربة من نضجي كلاعب وكإنسان، وهي مصدر احترام من طرف الآخرين، لا أقول أنني صارعت يوميا من أجل تحقيق أهدافي، بل كان كل ما بلغته إنجازا في حد ذاته. تغيرت مهام الأجنحة كثيرا خلال السنوات الأخيرة، وأضحى معظمهم لاعبي وسط ميدان قادرين على الدفاع والهجوم في الوقت ذاته، لا لاعبين متخصصين في المهام الدفاعية فقط كما كنت أنت، أليس كذلك؟ هذا صحيح. لقد طرأت تغييرات كبيرة على خصائص هذا المركز، خصوصا هنا في البرازيل، حيث كثر الحديث في البرامج التلفزيونية مثلا عن الجناح العصري، وأصبح من لا يشارك في الهجوم، ولا يحرز الأهداف، غير عصري في نظر الكثيرين. هذا وواجهت انتقادات كثيرة بسبب أسلوبي وتركيزي التام على استخلاص الكرة. يجب في هذا الصدد ملاحظة الصعوبات التي يخلقها لاعبون من هذا النوع للاعبي وسط ميدان الفريق الخصم، هذا هو السؤال الذي يجب طرحه. كان عدد الأجنحة الذين يكتفون بأدوارهم التقليدية، أي التغطية الدفاعية وعدم التأثير على توازن الفريق، أكبر في السابق. في حين بدأ البعض في الوقت الراهن يعتمد على المدافعين في هذا المركز، كما هو شأن هنريكي مع بالميراس، وربما نشاهد هذا الأمر أكثر في المستقبل، أي الاعتماد على مدافعين في هذه الوظيفة عند الضرورة. هل ستختار ظهيرا بهذه المواصفات لو طلب منك انتقاء تشكيلة الفريق؟ أي لاعبا بنزعة دفاعية؟ سيكون الاختيار حسب الظروف بطبيعة الحال، بيد أنني أفضل مبدئيا لاعبا بهذه المواصفات، أي لاعبا يجيد استخلاص الكرة وتمريرها. يجب على اللاعب التمرن منذ الصغر على هذه الوظيفة، في حين يفتقد اللاعبون البرازيليون في بعض الأحيان للانضباط الضروري، حيث نلاحظ هنا في البرازيل تحرك خطي الهجوم والدفاع طوال الوقت، وهذه أمور غير موجودة في إنجلترا أو إيطاليا مثلا. وما رأيك في الدوري البرازيلي من ناحية المهارات الفنية؟ المستوى أفضل بكثير مما كنت أعتقده. سمعت الكثير عن تدهور الكرة البرازيلية عند عودتي، لكن ذلك غير حقيقي في واقع الأمر. حيث زاد التحاق لاعبين بخبرة دولية كبيرة، مثل فورلان وسيدورف، من حماسة الأندية واللاعبين، وحفز هؤلاء على المجيء إلى البرازيل. هذا ما حدث لزميلك السابق في المنتخب وفي الفريق زي روبيرتو، هل كان لك دور في التحاقه بكتيبة جريميو؟ كنت سعيدا للغاية عندما وصل إلى اتفاق مع جريميو. تحدثنا في الموضوع، ودعوته للقدوم، بحكم المجموعة الحالية للنادي وأجوائه. وقد وافق على ذلك، وأصبح لبنة أساسية من لبناتنا، ولا غرابة في ذلك، فهو لاعب محترف بكل المقاييس. إنه نموذج آخر يبين أهمية التعاقدات مع لاعبين تفوق أعمارهم 30 سنة، مما يبدد أيضا شكوك الأندية. ويتعين حسم هذا المسألة بطبيعة الحال، فعندما يكون المرء محترفا، لا يمكنه فقط الالتحاق عن سن كهذه واللعب بشكل جيد، بل يمكنه أن يصير مرجعا أساسيا داخل المجموعة. من هم اللاعبون البرازيليون الواعدون الذين أثاروا انتباهك فور عودتك إلى البرازيل؟ أدهشي نيمار كثيرا، ويثير انتباهي اليوم أكثر مقارنة مع بداياته الأولى. حيث اكتسب النضج بسرعة كبيرة، وأضحى قادرا على التميز كيفما كانت الأوضاع. كما تطور فرناندو، رفيقي في جريميو، كثيرا، وأصبح واحدا من الوجوه الواعدة أيضا. وينطبق الأمر ذاته على برنارد لاعب إتليتيكو مينييرو، الذي أصبح لبنة أساسية من لبنات هذا الفريق. يجب أن يحصل هؤلاء الفتيان على فرصة اللعب وإبراز الذات، لكن لا يجب أن تُلْقَى على عاتقهم مسؤولية قيادة فرقهم. هل هذا ما حدث داخل المنتخب البرازيلي؟ نعم، وخصوصا مع نيمار. إنه لاعب متميز وقادر على قلب موازين المباريات. سيكون الأمر ممتازا إذا تمكن من قيادة الفريق نحو الانتصارات رغم أن سنة لا يتجاوز 20 سنة. أضف أنه يقوم بأدواره على أحسن وجه بسبب ثقته في النفس، لكن الضغوط كبيرة عليه، وسيكون من المفيد امتلاك لاعبين مجربين قادرين إثارة الانتباه، حتى لا يركز الجميع عليه. من قبيل؟ لا أعلم خبايا الأمور اليومية بطبيعة الحال، لكنني أرشح مثلا كاكا لقيادة المنتخب، أو إيلانو، الذي استرجع عافيته في الآونة الأخيرة ويمكنه أن يقدم يد العون، أو حتى مايكون. | |
|